Sélectionnez votre langue

Patrick GABOIRIAU, Le terrain anthropologique. Archéologie d’une pratique, L’Harmattan, 2018, Paris, 188 pages.

 


انسانيات عدد مزدوج 85-86| 2019 |الغرافيتيا في شمال إفريقيا: أصوات الهامش| ص51 -53| النص الكامل


 


Patrick GABOIRIAU, Le terrain anthropologique. Archéologie d’une pratique, L’Harmattan, 2018, Paris, 188 pages.

يهدف المؤلف إلى تقديم نظرة جديدة للعمل الميداني تفيد الباحث المبتدئ في بناء موضوع البحث في الأنثربولوجيا وعلم الاجتماع من خلال مقاربة أركيولوجية، ليس بالبحث في الطريقة الصحيحة للقيام بالعمل الميداني ؟ و لكن بطرح السؤال حول ما هي السيرورة التاريخية التي قادت إلى أنه يجب القيام بالعمل الميداني حتى يمكن أن تكون باحثا في الأنثروبولوجيا ؟ و كيف أصبحت فكرة الميدان قاعدة جوهرية في أي بحث علمي جاد في العلوم الاجتماعية ؟

للإجابة على هذه التساؤلات يقدم المؤلف عمله على شكل مجموعة عناوين كبرى يرقمها من (1) إلى (8) وكل عنوان يحوي مجموعة عناوين جزئية.

تساءل الباحث في البداية القاعدة المتعلقة بممارسة الميدان وكيف أصبحت مهمة في أي عمل جدي في العلوم الإجتماعية، وفي انتاج خطاب أنثربولوجي ؟ مستعينا في ذلك بمصطلح الأركيولوجيا، المستعمل من قبل ميشال فوكو، والذي لا تختصر فقط في الرجوع للأرشيف ولكن بأشكال العمل والالتزام والسياقات التاريخية والاجتماعية التي تتدخل في صناعة المعلومة. كما عمل الباحث في هذا الفصل على توضيح مقاربته لتطور فكرة الميدان التي يطلق عليها في فرنسا الأثنولوجيا وفي البلدان الأنجلوساكسونية الأنثروبولوجيا الاجتماعية .

كما يعرض الباحث التطور التاريخي المتصاعد للفكر وللممارسة الأنثروبولجية، والذي يرجعه إلى حقب قديمة تبدأ من العصر اليوناني، مرورا بقصص الرحالة العرب ويذكر على سبيل المثال ابن حوقل في القرن 10، وابن بطوطة كتابه الرحلة، وابن خلدون، المرحلة الثانية، بداية الاهتمام بالملاحظة كتقنية جديدة في العلوم الإنسانية وفي مرحلة العلم بدأ الاهتمام بتطوير أدوات ومناهج العلوم الاجتماعية. واستعمال الملاحظة والمشاركة.

يقدم الباحث من جهة أخرى الصور الاجتماعية المختلفة للميدان وكيف أن فكرة الميدان كسبت شرعيتها من مجالات عديدة قبل أن تحوز عليها في العلوم الإنسانية ، مشيرا إلى العلوم الطبيعية ويشير أيضا إلى استعمالات هذا المصطلح في الجيوش وكيف أن المعرفة الجيدة الميدان هي العامل الأساسي في خدمة الجيش. يشرح الباحث أيضا امتداد فكرة الميدان في المجال الفني، مما يشجع على بناء فكرة جديدة عن الواقع . ويشرح الباحث كيف أن العلاقة بالميدان و بالحقيقة احتلت المجتمع بكامله بما في المجتمع العلمي و امتدت، إلى مجالات عامة من الحياة.

كما أنّ بناء موضوع البحث مرتبط أيضا بقواعد مؤسساتية مقننة تحدد من قبل طريق تفكير الباحث.

أمّا ما سمّاه " استعمالات الميدان في المقاربة الأنثربولوجية يتغير كشاهد على مرحلة ما وعلى الأفكار المسيطرة، وهذا ما يمكن أن نجده في تقارير البحوث العلمية. كما يمكن أن يستعمل الميدان كمرجع مؤقت أين فهو مكان التجربة الأمبريقية، ليس بمفهوم العلوم الدقيقة ولكن مكان للتجربة يقوم على الملاحظة الدقيقة ولبناء الإشكالية، كمبرر لفكرة أو خطاب للباحث في الأنثربولوجيا، يشرح فيه استعمالات الميدان المختلفة بين التيار الجدلي و التيار الطبيعي والتجريبي ونظرة كل منهم لمسار بناء الموضوع.

من جهة أخرى يتناول المؤلف تناقضات العمل الميداني في الدراسات الأنثروبولجية. وكيف أن الابتعاد عن الميدان يصبح مثمنا في الوقت الذي تقتضير فيه المعرفة الأنثربولوجية التوغل أكثر في المجتمع المدروس والأمر نفسه بالنسبة للمؤرخين، أين يحتل مؤرخو الفترات القديمة مكانة أنبل ممن يهتم بالفترات المعاصرة حيث الابتعاد عن الحاضر يرفع من مكانة المؤرخ. إذ أن الميدان لا ينبغي أن يقضي على المسافة الأكاديمية  والحياد العلمي

في جانب آخر من الكتاب أشار إلى المغالطات التي قد يقع فيها الباحث حول ظروف انجاز العمل الميداني ومن بينها ألا يحدد الباحث بشكل دقيق الفترة التي قضاها في العمل الميداني، ويضرب مثال على ذلك "كلود لفي ستروس" في دراسته للقبائل الهندية، و"بيار بورديو" في دراسته للمنازل الفردية في باريس. حيث لم يشير إلى مدة العمل الميداني.

وفي الأخير يدعو المؤلف إلى تحديث طريقة التفكير في بناء موضوع البحث، مقدّما إجابات عن الإشكالات التي تعترض الباحث المبتدئ والصفات التي يجب يتخلى عنها وما الذي يجب الاهتمام به عند ممارسة الأنثربولوجيا.

إسماعيل موشريط

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche