افتتاحية

يتزامن صدور هذا العدد 107 من مجلة إنسانيات (الثلاثي الأول من عام 2025) مع تجديد وتوسيع هيئة تحرير المجلة، من خلال انضمام عددا من الزملاء من مختلف التخصصات والمؤسسات الوطنية والدولية. يتماشى هذا التغيير مع الالتزام المستمر للمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (CRASC) بتعزيز هيئة التحرير بكفاءات جديدة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتطبيق أساليب عمل حديثة، مع تأكيد وتعزيز العمل باللغات الثلاث اللغة للمجلة وفتحها على مختلف التخصصات.

إن نشر هذا العدد 107 يُعد فرصة مثالية لتجديد شكري الصادق والجزيل للأعضاء السابقين في هيئة التحرير، وكذلك للجنة العلمية، الذين عملوا بجد وإخلاص على مدى سنوات طويلة، حتى تتمكن مجلتنا من تحقيق الاعتراف على الصعيدين الوطني والدولي في عالم النشر في العلوم الاجتماعية والإنسانية، كما يتضح ذلك من خلال العدد المتزايد من القراء وجودة المساهمات المنشورة.

منذ تأسيسها في عام 1997، تلتزم إنسانيات بتعريف الأعمال الأصيلة المتعلقة بالجزائر، من خلال تعزيز الحوار متعدد التخصصات وتوفير منصة للطلاب والشباب الباحثين الجزائريين والأجانب لعرض أعمالهم. علاوة على ذلك، تسعى إنسانيات إلى تقديم عروض عن المنشورات المتعلقة بالجزائر، وبلدان المغرب والبحر المتوسط بشكل عام، من خلال الأقسام: "عروض كتب"، "مراجعات نقدية"، "مراجعة المجلات"، "حوارات" و"مسارات البحث". وبهذه المناسبة، فإن هيئة التحرير الجديدة مدعوة، بالإضافة إلى مجموع الأساتذة والباحثين إلى إثراء هذه الأقسام المختلفة، التي تعتبر أساسية لحياة واستمرارية مجلتنا.

علاوة على ذلك، ليس لدي أدنى شك في أن الأعضاء الجدد، الذين تندرج أعمالهم في نهج متعدد التخصصات، سيعززون السمعة العلمية لمجلة إنسانيات من خلال مواصلة الجهود التي بذلها أسلافهم، لضمان نشر أبحاث أصلية، تستند إلى تأملات، ونظريات، وأعمال ميدانية. لا ريب أن جودة كل عدد وكل مقال تعتمد على جهودهم، دون أن ننسى المساهمة القيمة للخبراء الخارجيين، الذين أعبر لهم في هذا المقام عن امتناني العميق.

وفي هذا السياق، أرغب إعلام القراء أن هيئة التحرير الجديدة، تحت إدارة بلقاسم بن زنين وعمّار محند عامر، قد بدأت استكشافها للسنوات القادمة، من خلال مناقشة عدة مشاريع أعداد تتناول مواضيع جديدة لمجلتنا. لن أقدم هنا سوى لمحة عن هذه المشاريع: "اللاشرعية والترتيبات في العالم العربي"، "الإحياء، الاحتفال والحفاظ على الذاكرة الجماعية"، "الجزائر في عيون الأنثروبولوجيين: هل هو برنامج مناهض للاستعمار؟" و"تنقل الطلاب الجامعيين من بلدان جنوب الصحراء الإفريقية".

وبذلك تتطلع هيئة التحرير الجديدة، في نهج عمل جماعي سمته الديناميكية والتعاون الجدي، من خلال البحث في مواضيع أصلية، أو على الأقل تولد تفكيرًا متجددًا، معتمدة في ذلك على الأعمال الجارية.

وفي النهاية، لا يسعني إلا أن أقدم تمنياتي بالتوفيق لهيئة التحرير الجديدة، مؤكد لها دعمي الكامل في مهمتها. هذا الدعم هو أيضًا دعم من المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي (DGRSDT)، التي تعطي أهمية خاصة لجودة المنشورات وسمعة المجلات في استراتيجيتها العلمية.