الجمعيات في القطاع الوهراني والحركية السياسية بالجزائر 1919-1945



حورية جيلالي مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك)، وهران، الجزائر.


فتح قانون 1901 باب الحرية على مصراعيه لإنشاء الجمعيات ذات الطابع غير الربحي وتأسيسها دون قيد من الحكومة وبغض النظر عن الهيئة القانونية لأعضائها المؤسّسين. وفي هذا الإطار نطرح التساؤل عن مدى استفادة الجزائريين من هذا القانون، مع التركيز على منطقة الغرب الجزائري ودور النشاط الجمعوي في دعم الحركة الوطنية بها. وسنخصّ بالدراسة هنا الجمعيات والنوادي التي أشرفت كل من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والكشافة الإسلامية الجزائرية على تأسيسها. ولم نتناول بالبحث خلال هذا العمل النقابات والتعاضديات، والجمعيات الرياضية والفنية، نظرا لأهميتها وحاجتها لعمل منفرد، مع السعي إلى الإحاطة بهذا الموضوع في أعمال لاحقة. وعمدنا في هذا العمل إلى تصنيف الجمعيات تبعا للجهة المساهمة والدافعة لتأسيسها، بدلا من تقسيمها على أساس نوعية نشاطها وأهدافها. ويعود ذلك لتعدد أهداف الجمعيات التي أسّستها كل من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والكشافة الإسلامية الجزائرية، مع وجود نواد وجمعيات بها نفوذ مزدوج للجمعية والكشافة.

بعد إقرار قانون الجمعيات الفرنسي سنة 1901 (Derouiche, 1985, p. 25)، أنشأ الجزائريون أولى الجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى عرفت الجزائر مجموعة من الأحداث الداخلية والخارجية التي كان لها الأثر المباشر على تحولات الحركة الوطنية بمختلف تياراتها، حيث سلكت أسلوبا جديدا في النضال، وعملت على توحيد جهودها لمواجهة السياسة الاستعمارية، ونشطت بعدة وسائل وعلى رأسها الجمعيات المختلفة التي ظهر عدد كبير منها. ويعود هذا إلى ظهور الأحزاب السياسية على غرار جمعية النواب المسلمين الجزائريين سنة 1927، بينما تميزت سنوات الثلاثينات بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتاريخ 5 ماي 1931.

نشير هنا إلى أن الجزائر قد عرفت بشكل خاص ثلاثة أنواع من الجمعيات، وهي:

  • جمعيات مختلطة تضم أوربيين وجزائريين، وهي جمعيات محايدة سياسيا، تكتفي بالجانب الرياضي فقط (فاتس، يوسف، لقاء مع وكالة الأخبار الجزائرية، 26 ديسمبر 2018)، ظهرت في إطار الحركة النقابية والعمالية أو نشطتها التيارات الليبرالية، إلى جانب الجمعيات التي فرض عليها ضم عناصر أوربية، كنوع من الرقابة عليها، وهو ما عانت منه عدد من الجمعيات الكشفية (Derouiche, 1985, p. 25).

  • جمعيات ضمت الأوربيين فقط، ذلك أن مرحلة التأسيس للعمل الجمعوي في البيئة الجزائرية بدأت أوربية سنة 1840 بتأسيس جمعية مزارعي الجزائر، وابتداء من سنة 1898 بدأ ظهور عدد من الجمعيات التعاضدية الأهلية. وكان لقانون 1 أبريل 1898 المتعلق بالمؤسسات التعاضدية دور في ظهورها بين أوساط الجزائريين والاعتراف بها كجمعيات (Benkada, 2002, p. 105). وشمل قانون الجمعيات العنصر النسوي لاسيما وأنه إلى غاية سنة صدوره، كانت الحقوق المدنية للمرأة جد محدودة، بينما لم يكن معترفا بحقوقها السياسية. وكان البند الثاني من هذا القانون يسمح بتأسيس الجمعيات دون شرط الحصول على رخصة (Izarrouken, 2012, p. 77).

  • جمعيات أسسها الجزائريون وهي جمعيات رياضية مع حملها اسم إسلامية، كما هو الحال بالنسبة للجمعيات الدينية، والخيرية، والثقافية، والاجتماعية والتربوية والرياضية، استلهمت التسميات من الهوية الوطنية واتخذتها شعارا (فاتس، يوسف، لقاء مع وكالة الأخبار الجزائرية، 26 ديسمبر 2018)، وهي التي سيكون لها دور سياسي في الحركة الوطنية.

ظروف ظهور الجمعيات الجزائرية بالقطاع الوهراني

هكذا وبفضل قانون الجمعيات، بدأت الجمعيات المختلفة في الظهور، وتبرّز دورها، لاسيما أنها كانت تضم النخبة دون تمييز بين اتجاهاتها، وسرعان ما أصبحت منبرا لرواد الحركة الوطنية. ومن أهم الجمعيات التي ظهرت بالغرب الجزائري قبل 1919، نادي الشبيبة الجزائرية بتلمسان (1905)، الجمعية الرشيدية سنة 1909 (مهديد، 2015، ص. 129)، نادي المسلمين بسيدي بلعباس (1910)، والنادي الوهراني سنة 1911، وجمعية التضامن الخيري الأهلية (1900-1913). وما يميز هذه النوادي أنها كانت ثقافية بالدرجة الأولى، ورّوادها حديثي العهد بالنشاط الجمعوي، وعملت على الابتعاد عن النشاط السياسي لحماية نفسها من القمع الاستعماري والمراقبة، وسرعان ما بدأت أعداد الجمعيات بالتزايد تدريجيا في باقي قرى ومدن الغرب الجزائري، على غرار الجمعية الأخوية واتحاد تيغنيف في معسكر. (سعد الله، 1983، ص. 146).

إنّ ما يمكن الوقوف عليه من خلال دراسة هذه الجمعيات هو قلة عددها في هذه المرحلة، أي أن الانطلاقة كانت بطيئة. كما نجد أن الجمعيات التي تمّ تأسيسها قبل 1919 كانت في معظمها ثقافية تربوية، وقد يعود ذلك إلى حداثة عهدها بالنشاط الجمعوي، وتفاديها الخوض في المسائل السياسية، كما أنها تركزت بالمدن الكبيرة وبعض المدن الصغيرة. وبعد 1919 تأسست بالقطاع الوهراني نوادي جديدةٌ كما هو الحال بالنسبة إلى أحباب الكتاب بتلمسان سنة 1924، التي شملت مكتبتها الخاصة مؤلفات فقهية وأدبية وعلمية باللغة العربية والفرنسية، كما فتحت أبوابها لتعليم اللغة العربية. وقد ضمت هذه الجمعيات والنوادي النخبة المثقفة بالدرجة الأولى من المعلمين، والأساتذة والمترجمين وغيرهم من أصحاب المهن الحرة، كما تأسست في وهران جمعيات ثقافية وتعليمية منها الجمعية المصلحية (1920).

أما في مرحلة الثلاثينيات، فقد تطورت هذه النوادي والجمعيات وتنوعت، وتزامن ظهورها مع احتفال فرنسا بالذكرى المئوية للاحتلال، مع الإشارة إلى أن معظمها كان تحت تأثير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث أظهرت وعيا دينيا وتعليميا كبيرا بعمالة وهران، تميز بإلقاء الدروس، والمحاضرات، وفتح المساجد والكتاتيب القرآنية، وغيرها. ولعبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين دورا مميزا في هذا المجال، من خلال نشاطاتها المختلفة في نشر التعليم، وتأسيس النوادي الثقافية والتعليمية
(Merad, 1967, p. 140-144).

وقد بلغ عدد النوادي بالجزائر قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية 75 ناديا، 12 في غربها. (الجابري محمد صالح، 1976، ص. 102-103) ولعل أبرزها نادي الإصلاحية سنة 1934 صاحب التوجه الإصلاحي، وجمعية أصدقاء الكتاب 1936 (Les amis du livre)، إلى جانب نادي الشبيبة الأدبية الأهلية سنة 1934، وكل من نادي الشبيبة الأدبية والنجاح بسيدي بلعباس، والجمعية الدينية الإسلامية (أكتوبر 1937) إضافة إلى نادي السعادة والرجاء. واعتبرت هذه النوادي أحد عوامل النهضة الوطنية، واختلفت أهدافها باختلاف أنشطتها في المدن التي وجدت بها والأوساط الاجتماعية التي أسستها (مهديد، 2015، ص. 135)، ليظهر إسهامها في المقاومة والنضال الوطني. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ظل مبدأ عدم مساندة المتروبول مستمرا عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولدى مختلف الجمعيات التابعة لها (أوعامري، 2013، ص. 48)

إن الملاحظ هنا هو أهمية العنصر البشري في النشاط السياسي، إذ كانت إمكانيات كل فرد وتأهيله تمكنه من ممارسة أي نوع من النشاطات، سواء السياسية أو الجمعوية وأحيانا كلاهما، ناهيك عن النشاط الكشفي. وركزت هذه النشاطات على فك العزلة عن القرى والأرياف، ومحاربة مختلف الآفات الاجتماعية، مع إشراك العنصر النسوي والشباب بتأهيلهم في إطار العمل الجماعي.

نماذج عن الجمعيات الجزائرية بالقطاع الوهراني ودورها في دعم النشاط السياسي الوطني (1930-1945)

في هذا العنصر سنتطرق إلى الجمعيات التي ظهرت بالقطاع الوهراني، من خلال تتبع نشاطها، ودورها في مجال تخصصها، وأهم الناشطين بها، وخصوصا أولئك الذين سيبرز دورهم وتأثيرهم في الساحة السياسية العامة بالجزائر.

جمعية العلماء المسلمين الجزائريينمدارسها ونواديها

مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، ستشهد الجزائر عامة، والقطاع الوهراني خصوصا نهضة ثقافية ودينية وسياسية (مهديد، 2015، ص. 39)، بفضل تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس يوم 5 ماي 1931 بنادي الترقي (Cercle du Progrès) بالعاصمة. وسينتقل الفكر الإصلاحي إلى القطاع الوهراني بعد زيارتين قام بهما الشيخ عبد الحميد بن باديس بين سنتي (1931-1932)، استهدفتا التعريف بالجمعية وإطلاع الرأي العام في الغرب الجزائري على نتائج اجتماع 5 ماي 1931 بنادي الترقي، فبعد العاصمة والأصنام، زار ابن باديس عدة مدن بعمالة وهران1.

كان لجمعية العلماء دور في نشر الثقافة بالقطاع الوهراني، بفضل النوادي والجمعيات الثقافية التي سعت من خلالها النخبة الجزائرية إلى القيام بنشاطات أسهمت في نشر الوعي في مختلف المجالات. عرفت مدينة وهران مثلا نشاطا كبيرا لهذه الجمعية من خلال نواديها وجمعياتها الثقافية والخيرية والرياضية، والتي سنورد أبرزها معتمدين في ترتيبها على سنة تأسيسها، ولاسيما تلك التي وجدنا معلومات كثيرة حولها، وهي كالتالي:

نادي الاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي

Club Littéraire Islamique de Mostaganem (Culim)

هو نادي ثقافي أدبي، تأسس سنة 1925 بمستغانم، كانت النخبة الأولى المؤسسة له ذات ميول إصلاحية، أسسه الشيخ ابن حلوش سنة 1925، ومع الثلاثينات، ومع تأثير أنصار الحركة الاستقلالية أصبح تابعا للنجم (القورصو، 1977، ص. 73)، ضم حوالي 120 عضوا، ترأسه بن عومر بن عودة (كاتب عمومي)، ونوابه هم بن جلواط مبارك (خياط)، حاج عادل عثمان (اسكافي)، بن برنو علي (مستشار بلدي بمستغانم). ولعل أبرز الناشطين في هذا النادي الذي أبدى ميولا وطنية، نجد عيسى بلقاسم، وبن جلوة محمد عمر (طالب حر) وبن عليوة الابن (بائع دجاج)2.

نشير هنا إلى أن تشكيلة نخبة النادي فريدة ومتناقضة، فقد كان ناشطوه في البداية شبانا تأثروا بأفكار الحركة العمالية المحلية (عمال الموانئ)، وكانت تضم جميع التيارات. لكن ابتداء من (1931-1932) أصبحت تشكل نواة نجم شمال إفريقيا، الذي يعتبر الحزب الأكثر تواصلا واستمرارا بالجزائر. وأصبح عطاؤها أكبر فيما بين (1934-1936) دون أن يحوله أعضاؤه إلى فرع من فروع هذا الحزب. لذلك عند حل نجم الشمال الإفريقي في 26 جانفي 1937 لم يتعرض أعضاء هذا النادي للسجن (Carlier, Colonna, 1978, p. 78). كما ضم هذا الاتحاد شُعَبًا من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ونظم تدريسا منضبطا بحي تيجديت المعروف بالحي العربي بمستغانم (جيلالي، 2018، ص. 260)، وأعد مكتبة هامة للصغار والكبار، وضم حوالي 120 عضوا من مختلف الطبقات الاجتماعية..

واصلت جمعية الاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي نشاطاتها الإصلاحية، والدعائية، ومحاولة زيادة عدد أعضائها الذين كان الكثير منهم أعضاء بفوج الكشافة الإسلامية الفلاح. وهكذا لعبت هذه الجمعية دورا بارزا في إطار الحركة الوطنية بمستغانم بفضل عدد من الوطنيين الذين حملوا على عاتقهم نشر الأفكار التحررية وتكوين شباب واع بواقع وطنه وبمتطلبات المرحلة اللاحقة من النضال الوطني الجزائري، غير أنها تعرضت للحل لاحقا. ومع ذلك، فقد شاركت إلى جانب أعضاء حزب الشعب الجزائري المنحل، في مظاهرات 19 فبراير 1944 المطالبة بتوفير التموين بالحبوب. وكان أبرز نشطائها خلال هذه المرحلة كل من بخلوف عبد القادر3، ولد عيسى بلقاسم، عبد الوهاب محمد4.

الجمعية السنوسية بتلمسان

تأسست بتلمسان سنة 1927، وتعد من أبرز وأهم الجمعيات الدينية والاجتماعية، وكان لها الفضل في استقبال الشيخ عبد الحميد بن باديس سنتي 1927 و1930 في هذه المدينة بعد دعوتها له، ترأسها في البداية الشيخ محمد مرزوق وكانت تحت إشراف الحاج عبد القادر قارجه. ومن بين أعضائها عبد الكريم بربار، محمد الهبري، مول السهول الشافعي، بن عودة بوعياد، السعيد الزاهري، محمد الهادي السنوسي، الشيخ مولاي البغدادي. وأسهمت بشكل فعّال في تقديم الدعم والخدمات للطلبة التلمسانيين الذين يزاولون دراستهم بالمغرب وفرنسا، وخصوصا طلبة الطب والصيدلة (القورصو، 2003، ص. 73).

نادي النجاح (Le Cercle du Progrèsبوهران

قامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتفويض الشيخ محمد سعيد الزاهري5، لنشر أفكارها ومبادئها بمدينة وهران، لاسيما وأنه كان من الشخصيات البارزة بهذه المدينة. وفعلا قام بتأسيس حلقة التقدم في صيف 1932، لكن نشاط هذا النادي لم يدم طويلا. قام الشيخ سعيد الزاهري بتأسيس نادي الإصلاحية (El Islahia) يوم 24 أوت 1934، الذي عمل من خلاله على تنظيم عدد من الدروس بالعربية، ودعم التلاميذ المحتاجين، وتقديم محاضرات أدبية باللغتين العربية والفرنسية، وتنظيم مكتبة تضم المؤلفات الأدبية والعربية والفرنسية.

وبعد ذلك بحوالي ثمانية أشهر، قام الزاهري بتأسيس نادٍ آخر باسم الإصلاحية الحمراوية (Islahia Elhamraouia) ، والذي ركز من خلاله على التربية والتعليم. وكان إلى جانبه سعد الهاشمي المدعو سي علي. ورغم متابعتهما قضائيا بسبب فتح مدرسة خاصة بدون رخصة، أسسا في فبراير من سنة 1936 جمعية رابعة باسم جمعية أحباب الأدب التي عملت على طبع المؤلفات، واهتمت بالأدب العربي من خلال تشجيع التأليف والكتابة بالجزائر.

جمعية الفلاح بوهران

أسست هذه الجمعية بتاريخ 5 مارس 1936 بدعم من الشيخ الزاهري أيضا، في حي المدينة الجديدة (La Ville Nouvelle)، وكان الشيخ سعيد زموشي6 من أهم الفاعلين فيها، ورئيسها الأول حاج الشيخ أحمد7. وتم تأسيس لجنة مدرسة الفلاح برئاسة الشيخ الميلود المهاجي، تلميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، وتمثل هدف هذه الجمعية في إعادة الاعتبار للغة العربية والدين الإسلامي، عن طريق المحاضرات والندوات واللقاءات التي كان ينشطها أعضاء بارزون من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالقطاع الوهراني. (Zemmouchi, Bendellal,1985, p. 5).

اهتمت هذه الجمعية بالتعليم والمسرح8 والرياضة، وفتح مراكز للتكوين في فن الخط والرسم وغيرها. وخلال الحرب العالمية الثانية، تعرض عدد كبير من أعضاء الجمعية للاعتقال9 بسبب النشاطات السياسية لأعضائها المراقبين من قبل الشرطة الاستعمارية. ومن بين نشاطاتها تنظيم عملية جمع التبرعات، للدفاع عن الأمين لعمودي وفرحات دراجي (أوعامري، 2013، ص. 51). ومن النشطاء الذين تم اعتقالهم ساعد الهاشمي المدعو سي علي: والذي كان عضواً بالمجلس الإداري للجمعية10، محمد إبراهيم زدور، وقوديح بلزرق الذي كان أمين عام حزب الاتحاد الشعبي الجزائري لفرع وهران (U.P.A.). وكان قد شغل منصب رئيس الجمعية، ورغم استقالته فقد اعتقل وأرسل إلى معتقل جنين بورزق بالجنوب الوهراني11، إضافة إلى كل من سمغوني محمد، لكحل علي وحاج الشيخ أحمد12

كتلة الجمعيات الإسلامية للقطاع الوهران

هي تجمع مستوحى من تكتل أحزاب الجبهة الشعبية (Français  Le Front Populaire) وفدرالية النواب المسلمين الجزائريين (Fédération des élus musulmans)، تضم التنظيمات الإسلامية لعمالة وهران، ظهرت في ظروف انتشار الدعاية للمؤتمر الإسلامي الجزائري سنة 1936، على يد سعيد الزاهري، وكان لسان حالها جريدة الوفاق الأسبوعية13. تكوّن التنظيم من تكتل ثمانية عشر عضوا. عملت هذه الكتلة على عقد الندوات والملتقيات في المراكز الثقافية المتاحة لها، ونشر المقالات باللغتين العربية والفرنسية. وكانت تعتمد في ميزانيتها على تبرعات وإسهامات أعضائها والمتطوعين بها، أما أهم معالم برنامج هذا التكتل، فكانت معالجة القضايا المحلية، الدعاية للجبهة الشعبية، وجاءت بإصلاحات تخصّ الجزائريين، ودعت إلى مقاومة الفاشية في كل إفريقيا والعالم العربي، إضافة إلى الاحتجاج ضد مصادرة الحريات الفردية، وضد فظائع الاستعمار الإنجليزي في فلسطين، مع المطالبة بالإسراع في المصادقة على مشروع بلوم فيوليت الإصلاحي وإدخاله حيز التنفيذ. وكان الزاهري قد تكفل بتحضير هذه الكتلة للمشاركة في المؤتمر الإسلامي الذي عقد يوم 7 جوان 1936، للدفاع عن برنامج الإصلاحات الذي تبناه الحزبان الاشتراكي والشيوعي (بالعجال، 2018،
ص. 271). ولقد لعبت هذه الكتلة دورا بارزا في الترويج للمؤتمر الإسلامي الجزائري، كما كان لها دور هام في تأسيس الكثير من لجان المؤتمر سواء قبل انعقاده أو بعده (جيلالي، 2018، ص. 247).

حاول الزاهري من خلال هذه الكتلة تقوية نفوذ الحزب الشيوعي داخل المؤتمر الإسلامي الجزائري، وقد برز دوره وأهمية علاقاته في هذه المرحلة بشكل جلي، ولاسيما تقاربه مع الحزب الشيوعي.

نادي الرجاء بتلمسان

ظهر النادي بتلمسان، وكان يضم حوالي مائة عضو، برئاسة كلوش عبد السلام، أمين الصندوق، قنانش محمد، وأهم الأعضاء شفاي بومدين المدعو مولسهول، بداي محمد وبلحجار حاج14.

نادي الإيمان بغليزان

تأسس هذا النادي في أبريل 1937 من طرف الاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي، رئيسه الشاذلي منور، ومن أبرز اعضائه نشاطا نجد بن دمراد محمد، بن حلوفة عابد، شميريك منور، إلى جانب جلول بوناب الذي كان يقدم دروسا بالنادي دون الحصول على رخصة من الإدارة الفرنسية15.

النادي الإسلامي بتلمسان

تأسس هذا النادي بتلمسان من بين أعضائه البارزين شلابي عبد القادر. أهم نشاط قام به هو تنظيم مسابقة في مجلة الشهاب للأدباء والعلماء تحت عنوان:
كيف يكون إصلاحنا وبماذا تكون النهضة من سقوطنا؟ وقدرت قيمة هذه المسابقة بـــ 200 فرنك فرنسي، وترأس لجنة تحكيمها الشيخ ابن باديس، وضمت اللجنة كلًّا من الشيخ صالح عباد، الشيخ يحي الدراجي والأديب محمد النجار (الشهاب، عدد 95، 13 ماي 1927، ص. 14). من خلال تتبع نشاطات هذه الجمعيات وأهم الفاعلين بها، يمكن استخلاص الملاحظات الآتية:

  • إسهام هذه النوادي بشكل بارز في توعية الشباب بالغرب الجزائري، مع أن نشاطها كان مراقبا بشكل كبير ولاسيما في مدينة وهران، ذات الغالبية الأوربية.

  • إيحاء تسميات الجمعيات والنوادي بتوجهها الإصلاحي (نادي الإيمان، نادي الفلاح، جمعية الإصلاحية...)، كما كانت تتماشى وعصرها، فالجمعيات التي تهدف إلى الإصلاح كانت تتسمى بجمعية الإصلاح، أو الفلاح، والجمعيات التربوية كانت تأخذ لنفسها اسم جمعية التربية والتعليم وغيره.

  • بدأ عدد الجمعيات بالتزايد والانتشار تدريجيا عبر مدن العمالة خلال سنوات الثلاثينيات، ويمكن تفسير ذلك بتكثيف جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي ركزت على الزيارات الميدانية، في إطار التعريف بالحركة الإصلاحية، ومحاولة جلب الشباب وتنظيمهم في إطار جمعوي.

  • كما لاحظنا وجود تكتلات جمعوية قويّة، على غرار كتلة الجمعيات الإسلامية للقطاع الوهراني (أسسها لزاهري بدفع من جمعية العلماء ولكنّ ميولها شيوعية كما ذكرنا أعلاه)، وفدرالية النواب المسلمين الجزائريين، والاتحاد الرياضي الإسلامي الوهراني.

  • عمل الاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي في دائرة مستغانم لتشكيل الجمعيات الكشفية التي أشرف عليها حشلاف سنوسي، وبخلوف بلقاسم الذي كان أحد مناضلي حزب الشعب الجزائري16 ، وأسهم في تأسيس خمسة أفواج كشفية محليّة هي: فوج الفلاح بمستغانم، فوج الأمل بالمحمدية، فوج الصلاح بغليزان، إلى جانب أفواج أخرى في طور التأسيس في كل من زمورة، وسيدي علي (بوسعادة، 2013، ص. 144).

  • كما ستظهر أسماء مناضلي الاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي، -ومن جمعيات أخرى أيضا- في لائحة أعدتها الشرطة الفرنسية، لكونهم مناضلين في صفوف حزب الشعب الجزائري، وسجل عدد منهم ضمن قائمة العناصر الخطرة على النظام الداخلي(Carnet B) 17.

الكشافة الإسلامية الجزائريةجمعياتها ونواديها

ظهرت الكشافة بالجزائر سنة 1914 بتأسيس أول فرع لها على يد المستوطنين، وخلال هذه الفترة التحق عدد قليل من الأطفال الجزائريين بصفوفها، غير أن مشاركة الكشافة الفرنسية في الاحتفال المئوي لاحتلال الجزائر، بعروض استفزت الجزائريين (الخطيب أحمد، 1986، ص. 231)، جعلهم ينسحبون من صفوفها ويفكرون في تأسيس كشافة وطنية، لتظهر بالفعل الكشافة الجزائرية. وقد ظهرت بمستغانم في أكتوبر 1937، وغليزان سنة 194018، وكان إلقاء القبض على محمد بوراس مؤسس الكشافة الإسلامية وإعدامه على يد الإدارة الاستعمارية سنة 1941 (Bouamrane et Djijelli, 2012, p. 23)، دافعا قويا لتزايد عدد الأفواج الكشفية. وقد أشارت التقارير الفرنسية إلى ذلك، وذكرت أن الحركة الكشفية عرفت منذ هدنة 1940 قفزة كبرى نحو الأمام19، حيث تضاعف عدد أعضائها إلى أكثر من ستة آلاف بالقطاع الوهراني خلال السنة20.

في 7 أبريل 1939 تأسست فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية من طرف محمد بوراس، غير أن إعدامه بتهمة الجوسسة، جعل رفاقه يستنجدون بالنواب المسلمين الجزائريين الذين كانوا يعملون في إطار علني (Bouamrane et Djijelli, 2012, p. 25)، واتّبعت بقية أفواج البلاد الاستراتيجية نفسها، حيث ضمّت لجانها العديد من النواب وجعلت منهم رؤساء شرفيين (علوان، 2013، ص. 85). في هذه الظروف سيتم تأسيس عدة جمعيات كشفية بالمدن الرئيسية بالعمالة الغربية، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر1939 وبعدها، وانضمت إلى فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية بعد تأسيسها، ومن أهمها:

جمعية النجاح بمدينة وهران

تأسست سنة 1937، وكان اسمها الأول سيدي عقبة، وأصبحت منذ سنة 1938 تعرف بــ جمعية النجاح21، أسهم في تشكيلها كرويشة عبد القادر22، وفي سنة 1941 أصبحت تعرف باسم جمعية الحياة23، ترأسها الدكتور الشريف سيد قارة، وضمت زوبير محمد (ملازم متقاعد) بصفته نائب الرئيس، كرويشة عبد القادر (المحافظ)، قائد المجموعة حمو بوتليليس، إضافة إلى صغير طيب. قدّر عدد أعضائها في جوان 1941 بحوالي 100 كشاف، ينتمون إلى أبناء الحرفيين وتلاميذ المدارس، من بين أعضائها مناضلون ومتعاطفون مع حزب الشعب الجزائري24، إلى جانب شريف غوثي25، إدريس رسطان، وسنوسي غوثي26 وكلها أسماء سنجد لها أثرا بعد الحرب العالمية الثانية في إطار سلسلة الاعتقالات التي عرفتها المنطقة بعد أحداث ماي 1945.

جمعية الفلاح بمستغانم

تأسّست يوم 2 نوفمبر 1937، وهي فرع للاتحاد الأدبي الإسلامي المستغانمي، ترأسها السيد برشان، ورئيسها الشرفي الدكتور ابن تامي27، وضمت بين صفوفها سنة 1941حوالي 80 كشافا، من التلاميذ خصوصا، وبعض العمال والحرفيين، غير أنها لم تلبث أن انضمت إلى فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية28، مع الإشارة إلى ضمها لعدد من مناضلي حزب الشعب كما هو الحال بالنسبة إلى بخلوف بلقاسم29 ، ما سيخضعها للمراقبة الاستعمارية المستمرة، كما سيتعرض مقرها للتفتيش لعدة مرات، وهو ما يبرز خطورة أعضائها ونشاطاتها في نظر الإدارة الاستعمارية.

جمعية المنصورة بمدينة تلمسان

تأسّست في نوفمبر 1938 على شكل فرقة بتوجيه من الشيخ الإبراهيمي ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بهذه المدينة، بينما تفيد بعض الشهادات لعناصر كشفية ومناضلين من التيار الوطني الثوري، بأن فكرة التأسيس ترجع إلى نجم شمال إفريقيا نهاية سنة 1936 وبداية 1937(Baghli, 2000, p. 22-23) . ويؤكد كل من محمد معروف، وراشدي وعبد القادر بريكسي (وهم من مناضلي النجم) بأن نجم شمال إفريقيا هو الذي قرّر سنة 1936 تأسيس فرع للكشافة بتلمسان، وأسند هذه المهمة إلى أحد مناضليه وهو إدريس رسطان، وساعده في ذلك عبد القادر بريكسي (Baghli, 2000, p. 23)، وأن اتجاهها وطني وموالٍ لحزب الشعب الجزائريوللإصلاحيين.30 ومن أبرز أعضائها شريف غوتي الذي كان محافظا للجمعية31، وبعدما أصبح هذا الأخير محافظا جهويا لفدرالية الكشافة الإسلامية بالغرب الجزائري، اتسع نشاطها ليمتد إلى مختلف مدن العمالة32.

وقدر عدد أعضائها سنة 1941 بحوالي 100 كشاف، معظمهم من حرفيي مدينة تلمسان33، وكان عدد هام منهم تابعين للحركة الإصلاحية التي يمثلها الشيخ البشير الإبراهيمي ومن رواد دار الحديث ومن بين المنشطين الأساسيين للنوادي الإسلامية بمدينة تلمسان، مثل نادي السعادة، ونادي الشبيبة الجزائرية، وأصدقاء الكتاب34 ، وهي المناطق التي اعتاد مناضلو حزب الشعب الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين على ارتيادها35.

اهتمت الجمعية بتنظيم المحاضرات، وجمع التبرعات لصالح المعتقلين السياسيين، إلى جانب إحياء الحفلات الدينية كالمولد النبوي الشريف وعيد الفطر وغيرها، ناهيك عن عرض المسرحيات، وإقامة المعارض بتنظيم مخيمات محلية وحتى جهوية مثل ذلك الذي تم تنظيمه بـعين فزة بتلمسان، ما بين 31 ديسمبر 1941، و3 جانفي 1942، وشهد حضور ممثلين عن الكشافة بوهران، ومستغانم، وغليزان، وبني صاف، ومغنية والغزوات. وقد يعود سبب كثرة عناصر حزب الشعب الجزائري داخل هذا الفوج إلى أهمية الحزب بتلمسان، خصوصا وأن هذه الأخيرة كانت قد شهدت تأسيس أول فرع لحزب الشعب الجزائري على مستوى عمالة وهران، في نهاية ماي سنة 1937، قبل إعادة تنظيم فرعه في 29 أوت من السنة نفسها، برئاسة معروف بومدين. (مهديد، 2015، ص. 194).

نادي السعادة بتلمسان

تأسّس النادي بمبادرة من جماعة من الشباب الذين أتوا من النوادي الأخرى كنادي الشبيبة الإسلامي والنادي الإسلامي. كان النادي يهدف إلى لم شمل التلمسانيين من التفرقة التي تسبب فيها الاحتلال الفرنسي. وفي هذا الصدد ذكر الشريف غوتي في كتابه شجرة تلمسان، أنه ومنذ الوهلة الأولى كان هذا النادي وطني الاتجاه. نظم النادي العديد من الأنشطة لاسيما الثقافية، من تمثيل مسرحي، وحفلات موسيقية تحييها الفرقة الموسيقية الأندلسية، ناهيك عن إلقاء المحاضرات. وقد اهتم أصحاب النادي بتقديم المشروبات داخله بثمن منخفض. كما احتوى مقر النادي على مكتبة غنية بالكتب العلمية والدينية النفيسة، ومصلى صغير، وخمسة أقسام. (غوتي، 1993،
ص. 26).

جمعية الكشافة بمعسكر

تذكر تقارير أجهزة أمن الإدارة الاستعمارية، أن هذه الجمعية تأسست في مارس 1938، بمبادرة من عثمان دحو، وهو من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، غير أنها لم تعمر طويلا36.

جمعية الإقدام بمدينة معسكر

تأسست في ماي 1941 بتوجيه من عثمان دحو، توجهها إصلاحي، وقدر عدد أعضائها بحوالي عشرين كشافا، معظمهم من تلاميذ المدارس وبعض الحرفيين. من بين أعضائها ملياني عبد الحليم وسفير عبد القادر37. وعلى إثر مظاهرات سبتمبر وأكتوبر 1943 (التي أعقبت اعتقال فرحات عباس، نسبت مظاهرة الفاتح من أكتوبر إلى هذا الفوج، ما أدى إلى حله ومنع نشاطه، ومحاكمة رئيسه قايد حسين ولد الطاهر38.      

جمعية الهلال بمدينة سعيدة

اختلفت المصادر الفرنسية حول تاريخ تأسيس جمعية الهلال، إذ أوردت تاريخين 1938 و1939. وضمت الجمعية ثلاثة أعضاء من حزب الشعب39، اضطروا إلى تقديم استقالتهم بعد مضايقات الإدارة الاستعمارية40.

جمعية المحبوبة بمدينة مغنية

تأسست في ماي 1941، برئاسة الكبير محمد، وقدر عدد أعضائها بحوالي أربعين كشافا، ينتمون إلى مختلف الفئات. وكانت على علاقة وطيدة مع جمعية المنصورة بتلمسان ذات التوجه الوطني41.

جمعية الموحدين بمدينة ندرومة

تأسست في أبريل 1941، بمبادرة من ياشير عبد القادر (مساعد طبي ومتعاطف مع الوطنيين)، ترأسها إبراهيم الطاهر الذي كان تاجرا، وضمت حوالي عشرين كشافا من تلاميذ المدرسة الأهلية42.

جمعية السلام بمدينة غليزان

تأسست في جوان 1941، بمبادرة من الشاذلي منور ولد عبد القادر الذي ترأسها، ضمت مناضلين من حزب الشعب، وعلى رأسهم الشاذلي منور43 الذي تميز بنشاطه الوطني الكبير44.

فوج الصلاح بغليزان

بلغ عدد أعضائه في أكتوبر 1942 حوالي 51 كشافا، أغلبهم من مناضلي حزب الشعب ومنهم الشاذلي منور، الذي كان قد أسس نادي الإيمان.

جمعية الأمل بسيدي بلعباس

تأسست سنة 1941، برئاسة سقيني عمر ولد إسماعيل45، وقد لاحظت الإدارة الاستعمارية بأن اتجاه جمعية الأمل إصلاحي، وأن مقرها هو المقر المشترك لنادي النجاح، وللشبيبة الأدبية الإسلامية، وللجمعية الدينية، والوفاق. وكان رئيس هذه الجمعية سقيني عمر نائب رئيس المجلس الإداري لنادي النجاح، حيث ضمت حوالي عشرين كشافا46، من بين أعضائها بن داودي محمد، الذي ترشح في قائمة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA)، سنة 1947، وفي انتخابات المجلس البلدي يوم 03 ماي 195347.

تمَّ تأسيس هذه الجمعيات في النصف الثاني من سنوات الثلاثينات إلى مطلع الأربعينات من القرن العشرين، وتتميز هذه الفترة في فرنسا بصعود الجبهة الشعبية للحكم، والتي تركت مجالا لحرية تأسيس الجمعيّات والنشاط النقابي، كما أن هذه الجمعيّات جاءت في فترة تصاعد الحركات الفاشية والنازية. وتم استيعاب الحركة الكشفية من باب التقليد لتلك الحركات، أما أهم موجة من الجمعيّات، فقد ظهرت سنة 1941. كما أن تزايد الضغط الاستعماري على الحركة الكشفية والتي أدّت إلى استشهاد زعيمها محمد بوراس، جعل أعضاء الكشافة يكثّفون نشاطاتهم كنوع من التحدي للوجود الاستعماري. وقد زاد نشاط الشباب في إطار الكشافة من مخاوف السلطات الاستعمارية التي اعتبرت عملها سياسيا أكثر منه جمعويا (Derouiche, 1985, p. 27)، ناهيك عن كون الكشافة وفرّت غطاءً لمناضلي حزب الشعب الذين لجأوا إليها لمواصلة نضالهم في إطار قانوني. ولم يقتصر ظهور الأفواج الكشفية على المدن الكبرى بل امتد إلى المدن الصغرى والقرى. وتأسست في نفس هذه الفترة أفواج جديدة في كل من سعيدة وتيارت، كما تشكلت جمعية السلام في مدينة عين تموشنت، وطلب أعضاؤها الاعتماد في ماي 194248.

إنّ البحث المكثف والمقارنة بين هذه الجمعيات والنوادي الكشفية ونشاطاتها يوجهنا إلى عدد من الاستنتاجات، منها أن تسميات الجمعيات والنوادي كانت وثيقة الصلة بالمفاهيم والمصطلحات الدينية، كالفلاح، والسلام والموحدين والنور...إلخ، وهو ما يعكس تأثير الخطاب الإصلاحي على مؤسّسيها، كما كانت التسميات تيمنا بمناسبة إحياء المولد النبوي الشريف. وتعكس أهدافًا نضالية تتمثل بالدرجة الأولى في إثبات الهوية الجزائرية المسلمة (فاتس يوسف، تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية)، فمثلا نجد تسمية جمعية الهلال، باعتبار أن الهلال رمز للدين الإسلامي، أما تسمية جمعية الإقدام، فتذكرنا بعنوان جريدة نجم الشمال الإفريقي الإقدام. وبرزت شخصيات رائدة في مجال الحركة الكشفية بالقطاع الوهراني، ولعلّ أبرزها شريف غوثي بن مختار، الذي يعتبر رائد الحركة الكشفية بعمالة وهران، خاصة بعدما أصبح محافظا جهويا لفدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية بالغرب الجزائري في منتصف 194149، كما شارك في مؤتمر الكشافة الإسلامية الجزائرية المنعقد بالحراش. وسمحت له هذه الرتبة بالإسهام في تأسيس عدّة فروع كشفية وهيكلتها خلال هذه المرحلة، وانضمامها إلى فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية، ومنها جمعية المحبوبة بمغنية، جمعية الموحدين بمدينة ندرومة، جمعية السلام بمدينة غليزان، وجمعية الآمال بسيدي بلعباس.

  • كان العمل الجمعوي والكشفي في القطاع الوهراني فضاء للعمل المشترك، خاصة بين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب الجزائري، حيث نشط العديد من مؤسّسي الأفواج الكشفية في هذا الإطار. وفي الكثير من الأحيان، كانت عدة جمعيات تتشارك مقرا واحدا، فقد كان مقر جمعية الآمال بسيدي بلعباس مثلا هو المقر المشترك لنادي النجاح50، وللشبيبة الأدبية الإسلامية، وللجمعية الدينية، والوفاق، وكان رئيس هذه الجمعية سقيني عمر هو نائب رئيس المجلس الإداري لنادي النجاح.

  • تبنت الكشافة الإسلامية أهداف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (Medjaoud, 1991-1992, p. 24)، ويسعى برنامجها إلى نشر فكرة الوطنية بين أوساط الجزائريين (Noushi, 1962, p. 67). ومن جهة أخرى وفرت جمعية العلماء مرشدين للكشافة الإسلامية عبر مختلف المدن، وتمثلت مهمتهم في التربية الدينية والنشاطات الكشفية الهادفة، وهذا ما جعل عديد التقارير الفرنسية تتحدث عن توسع تأثير البشير الإبراهيمي على أفواج الكشافة الإسلامية بالعمالة، على غرار فوج بني صاف وسيق، وفوج الإقدام لمدينة معسكر 51(ولعل أبرز مثال على هذا التعاون هو التقرير الذي أوردته الشرطة الفرنسية بتاريخ 16 أوت 1937، حيث تطرق إلى الزيارة التي قام بها عدد من أعضاء جمعية الإقبال -كان مقرها بالبليدة، بلغ عددهم 14 رفقة رئيس الجمعية خضراوي محمد الذي كان عاملا بمطبعة- إلى مستغانم مرورا بالشلف متجهين إلى وهران، وفي مدينة تيجديت قاموا بتوزيع عدد من المناشير)52. وجاء في التقرير أنه كان من بين هؤلاء ثمانية من أعضاء الكشافة، وقاموا بعدها بزيارة إلى حي المدينة الجديدة. وحسب التقرير فإن تواجد عناصر الأمن الفرنسية حال دون تواصل هؤلاء مع أفراد حزب الشعب الجزائري بالمدينة، وحتى مع أعضاء جمعية الفلاح بالمدينة الجديدة بوهران. وبعدها انتقلت المجموعة عبر شاحنة مرقمة بــ 5I94 A.L7 نحو حي البلانتور Les planteurs (حي الصنوبر حاليا)، ليتوجهوا بعدها نحو مدينة تلمسان53.

  • كما ركزت الجمعيات على الانخراط في المجتمع، وشكلت جبهة شبانية متماسكة، حافظت على حرية التصرف والاستقلالية في شؤونها (Carlier,1992, p. 89).

  • عرفت عمالة وهران بروز جمعيتين كشفيتين، كان لهما نشاط بارز، ويعود لهما الدور الهام في تأسيس عدد كبير من الجمعيات الكشفية الأخرى، فكانتا بمثابة التكتل الكشفي، ولكل منهما قاعدته الشعبية في ناحيته، فقد كانت جمعية المنصورة رائدة في النشاط الجمعوي، وأسهم روادها في تأسيس عدّة نواد أخرى ببقية المدن القريبة من تلمسان، وباقي مدن القطاع الوهراني، وذلك من خلال تنقّل أعضائها المستمر في مختلف مدن العمالة، ودعايتهم الواسعة لهذا التنّظيم الشبّاني الجديد في كل من سيدي بلعباس وندرومة ومغنية والغزوات وبني صاف وأولاد ميمون وغيرها، وكلّها تأسّست بها جمعيات كشفية سنة 1941، وتعتبر فروعا لجمعية المنصورة54.

  • نشير هنا أنّه مع تخوف السلطات الفرنسية من نشاط هذه الجمعيات، أصدرت مديرية الشؤون الأهلية تعليمة إلى رؤساء العمالات الثلاث في جوان 1941 (أي بعد إعدام محمد بوراس بشهر واحد)، تنصّ على إنشاء لجان وقائية للكشّافة الإسلامية بكل عمالة55. وحاولت وضع بعض الفرنسيين أو الجزائريين الموالين لها في الهيئة الإدارية لها، كما هو الحال بالنسبة إلى جمعية الموحدين بندرومة، التي فرض عليها الحاكم الإداري ضم ثلاثة فرنسيين في هيئتها الإدارية وكانوا من سلك التعليم، إلى جانب جمعية الإقدام بمعسكر التي وضع على رأسها الصحفي هارو جلبرت (Haro Gilbert)56، بينما انضمت الكشافة الإسلامية الموالية لفرنسا إلى الجمعية الكشفية الحياة بوهران57. ورغم صعوبة ظروف الحرب العالمية الثانية، وقلة الاشتراكات، والضغط الاستعماري، فقد استمر نشاط بعض الأفواج الكشفية، ويعود ذلك حسب التقارير الفرنسية إلى نشاط المحافظ الجهوي للكشافة شريف غوتي وتأثيره في مختلف قادة الأفواج58.

  • تكونت عناصر الكشّافة الإسلامية في عمالة وهران بالدرجة الأولى من تلاميذ المدارس، وبعض العمال والحرفيين، وبعد نشاط مكثّف شكّلت منجما للوطنيين، فقد بلغ مجموع المعتقلين نهاية شهر جويلية 1945 حوالي 569 شخصا في عمالة وهران، أغلبهم قادة كشفيون مناضلون في صفوف حزب الشعب وأحباب البيان (Ainad Tabet, 1999, p. 243). وحسب تقارير الشرطة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، فإنّ بعض مناضلي حزب الشعب الجزائري كانوا يترددّون على مقر جمعيّة الفلاح59.

  • ظهرت أفواج أخرى وأعيد تنظيمها سنة 1943، على غرار فوج الرشاد بتغنيف وقائده دلاي محمد، فوج المنار بتيارت بقيادة بوعبدلي محمد، فوج الوداد ببوحنيفية بقيادة بودربالة جيلالي60.بينما حلّت جمعية السّلام محل جمعية الإقدام بمعسكر بعد حلّ هذه الأخيرة عقب مظاهرات أول أكتوبر 194361. إضافة إلى جمعية الفجر التي تأسّست في مدينة سيق سنة 1944، وجمعية النور بالمحمدية التي تأسّست بعدها بشهر (في نفس السنة) بمبادرة من معبد شارف62.

  • سيبرز عدد من أعضاء هذه الجمعيات في المنظمة الخاصّة وجبهة التّحرير الوطني (F.L.N) على غرار أحمد بن بلّة، وأحمد زبانة وحمو بوتليليس. كما تميّز نشاط الجمعيات الكشفية بالتكامل والتكاتف والتنسيق فيما بينها، وغالبا ما كانت هذه الجمعيات تشارك في مختلف الأنشطة الكشفية المنظّمة هنا وهناك داخل عمالة وهران. وقد اعتبرت الإدارة الفرنسية الحركة الكشفية الإسلامية وسيلة للدعاية الوطنية بين أوساط الشباب المسلم63.

  • كما كانت جمعية الكشافة بمعسكر هي الأخرى تؤدي نشاطا جمعويا لعب فيه الشيخ الزموشي دور الريادة، حيث أنّ عدد الجمعيات الوطنية بها كان قليلا مقارنة مع الجمعيات الفرنسية.

الخاتمة

تبيّن الحركية السياسية والثقافية التي ظهرت بعمالة وهران، مدى التكوين الذي وصلت إليه نخبتها، في إطار الحركة الكشفية وتعتبر فترة الحرب العالمية الثانية وسنة 1941، على وجه الخصوص المرحلة الذهبية للجمعيات الكشفية، فقد أسّست فيها عدّة جمعيات، وتميّزت بتكثيف نشاطها، ويعود ذلك إلى مقتل رائد الحركة الكشفية محمد بوراس، ومساعديه، كما أسهم دخول فرنسا الحرب العالمية الثانية وتفاقم مجريات الأحداث، وإصدارها مرسوم 26 سبتمبر 1939، القاضي بحل حزب الشعب في شلّ الحركة السياسية بالجزائر، إلى جانب حملة الاعتقالات، في تزايد عدد الجمعيات الكشفية. ووجد أنصار هذا التيّار في الحركة الكشفية مجالا لمواصلة نشاطاتهم. وفي هذا الصدد ورد في أحد تقارير الشرطة الفرنسية64 أنّ تزايد عدد أعضاء الحركة الكشفية يعود إلى شل النشاط السياسي لكلّ من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وحزب الشعب الجزائري، وفي هذه الفترة نفسها انضم عدد من النواب إلى الأفواج الكشفية، بسبب حدوث التقارب بينهم وبين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ودعم النواب للحركة الكشفية، ما جسّد فكرة الاتحاد لتوافق المصالح ضد الاستعمار الفرنسي.

وبرز لنا من خلال دراسة هذه الوثائق، وجود تعاون بين الكشّافة الإسلامية الجزائرية وحزب الشّعب الجزائري، ثم حركة الانتصار للحريّات الديمقراطية، وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين، والاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بانضواء مناضليهم في صفوفها، لتصبح وسيلة سياسية للحركة الوطنية65. وخزاناً للمناضلين، إذ أنها كانت فضاء للتكوين السياسي وشبه العسكري.

ببليوغرافيا

أوعامري مصطفى، (2013). المقاومة السياسية بالقطاع الوهراني خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945). الجزائر: دار القدس العربي.

القورصو محمد، (1977). تأسيس ونشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عمالة وهران. رسالة لنيل شهادة الدراسات المعمّقة، الجزائر: جامعة وهران.

بالعجال أحمد، (2018). الشيخ محمد الزاهري، فكره وآراؤه السياسية (1900-1956). الجزائر: جامعة قسنطينة 2، عبد الحميد مهري.

بوسعادة خيرة، (2013) .نشاط النخب الجزائرية في عمالة وهران ما بين (1919-1954). الجزائر: جامعة وهران.

الجابري محمد صالح، (1976). النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين في تونس (1900-1962). الجزائر: الدار العربية للكتاب.

جيلالي حورية، (2018). النشاط النيابي والحياة السياسية للجزائريين بمستغانم (1919-1939). الجزائر: جامعة وهران، أحمد بن بلة1.

الخطيب أحمد، (1986). حزب الشعب الجزائري. الجزء الأول1، الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب.

دراس عمر، (2002). المشاركة الجمعوية وعلاقة الشباب بالسياسة في الجزائر، الحركة الجمعوية في المغرب العربي. إعداد وتنسيق عمر دراس، الجزائر: منشورات مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.

علوان أمال، (2013). أثر الحركة الكشفية الإسلامية الجزائرية على الحركة الوطنية والثورة التحريرية (1935-1962). الجزائر: جامعة سيدي بلعباس.

غوتي الشريف، (1993). شجرة تلمسان. تلمسان: المطبعة الجهوية صاري.

فاتس يوسف، (26 ديسمبر 2018). تاريخ الأندية الجزائرية. تصريح لوكالة الأخبار الجزائرية. https://bit.ly/3RpM69N

قنانش محمد، (1984). نجم الشمال الإفريقي (1926-1937). الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.

مهديد إبراهيم، (2015). الحركة الوطنية الجزائرية في القطاع الوهراني ما بين (1919-1939) .النهضة والصراع السياسي. الجزائر: دار القدس العربي للنشر.

مجلة الشهاب، ج 8، م8، أوت1932، ص. .401

جريدة النجاح (1919-1956)، الأعداد منها ع1332، ع1156، ع1328، 1334.

Ainad Tabet, R. (1999). Histoire d’Algérie, Sidi-Bel-Abbes de la colonisation à la guerre de la libération en zone 5, wilaya 5, (1830-1962). Alger : ENAG.

Izerrouken, A. (2012). Mouvement Associatif en Algérie : Vers un nouveau départ, L’Algérie aujourd’hui, approches sur l’exercice de la citoyenneté. Sous la direction de Hassan Remaoun, Oran : Éditions CRASC.

Baghli, A. (2000). L’itinéraire d’un chef de meute, Khaled Merzouk, scouts musulmans Algériens, groupe de « El Mansourah de Tlemcen » 1936-1962. Tlemcen : Imprimerie Daoud Brikci.

Benkada, S. (2002). Revendications des libertés publiques dans le nationalisme algérien : le cas de la liberté d’association (1919-1954), Le Mouvement associatif au Maghreb. Cahiers du Crasc, (2), Coord. Derras, O. (2002), Oran : Éditions CRASC.

Bouamrane, C. et Djidjelli, M. (2012). Scouts Musulmans Algériens (1935-1955). Alger : Dar El Oumma.

Carlier, O. ; Colonna, F. ; Djeghloul, A. et El Korso, M. (1988). Lettrés, Intellectuels et militants en Algérie, 1850-1950. Alger : OPU.

Carlier, O. (1992). Socialisation et sociabilité : Les lieux du politique en Algérie (1895-1954). Oran : URASC.

Medjaoud, M. (1991-1992). L’Action réformiste de l’association des Oulémas Musulmans Algériens, 1920-1940. Thèse de doctorat, Université Paul Valéry, Montpellier III.

Merad, A. (1967). Le réformisme musulman en Algérie (1925-1940. Paris : Edition Mouton et Co.

Noushi, A. (1962). La naissance du nationalisme Algérien (1914- 1954). Paris : éd. Minuit.

Zemmouchi, K. ; Bendellal, H.-G. ; Fatmi, H.-A. et Zaanane, Y. (1967). La Medersa El Falah. Son Histoire, sa création, ses activités. Oran : El Falah, 15 avril 1985.

الهوامش :

1 من بين المدن التي زارها الشيخ عبد الحميد بن باديس: مستغانم وغليزان ووهران وأرزيو وتلمسان، وفي سنة 1932 زار كل من الأغواط، أفلو، السوقر، تيارت، فرندة، معسكر، سعيدة، البيض، وهران، سيدي بلعباس، عين تموشنت، تلمسان، مغنية، الغزوات، ندرومة، أرزيو، المحمدية (باريقو)، مستغانم، وزاوية ابن تكوك بغليزان. حول هذه الزيارات يمكن العودة إلى جريدة النجاح (1919-1956)، إلى جانب مقال الشيخ ابن باديس رحلتنا إلى العمالة الوھرانیة باسم الجمعیة، مجلّة الشھاب: ج8، م8، أوت1932 ، ص.401-402.

2 ANOM, Fonds : Algérie, série : « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 1F 251 : Dossier PPA, 1937.

3 بخلوف عبد القادر من مواليد مستغانم، عضو في حزب الشعب الجزائري، ثم عضو بقسمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية (MTLD) وابنه بخلوف محمد المدعو حميدة (من مواليد7 نوفمبر 1927) كهربائي، سيتم إلقاء القبض عليه على إثر حل المنظمة الخاصة، وتمت محاكمته في ماي 1950، رفقة كل من مكاكية معيزة أحمد وهدار محمد بمحكمة مستغانم، وتم الحكم عليهم بتهمة انتهاك أمن الدولة، يمكن العودة إلى:

ANOM, Fonds : Algérie, série : (Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d’Oran), Cote n° 92 1F 251 : Dossier PPA, 1936-1946.

4 ANOM, Fonds : Algérie, « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d’Oran ». Cote n° 92 1F 251 : Dossier PPA (1936-1946), organisation et activité générale, Préfecture d’Oran, CIE (Comité Information et Études), Oran, 1944.

5 محمد سعيد الزاهري، أحد رجال جمعية العلماء البارزين، وأحد الواضعين لأسسها بالغرب الجزائري، هو من أصدر جريدة الوفاق، وأسهم في تحرير الكثير من الجرائد على غرار البرق والوفاق والمغرب العربي. بعدما كان سعيد الزاهري من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين البارزين، سيدخل في عداء مع البشير الإبراهيمي ابتداء من سنة 1936، لينضم بعدها إلى الحزب الشيوعي الجزائري، ويشط فيه بعد نجاح الجبهة الشعبية بفرنسا سنة 1936.

6 السعيد الزموشي من رجال جمعية العلماء المسلمين، عينته جمعية العلماء مسؤولا عن ناحية وهران، شارك في إنشاء نادي مولودية وهران سنة 1946، انتقل إلى المغرب بسبب المضايقات الاستعمارية إلى أن توفي في مدينة وجدة، ونقل جثمانه إلى مقبرة عين البيضاء بوهران سنة 1984.

7 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I12, n° 6987 : Dossier Oulémas, informations diverses, 1951.

8 حسب شهادة الدكتور صادق بن قادة (باحث مشارك بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية)، فقد تمت دعوة كل من يوسف وهبي والممثلة فاطمة رشدي للنشاط معهم.

9 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I80, n° 4481. Rapport CIE, 1942.

10 كان ساعد الهاشمي في نفس الوقت رئيس الجمعية الخيرية دار المساكين، وناشط هام في جمعية الفلاح، ما أدى إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية في مخيم جنين بورزق بالجنوب الجزائري إلى جانب كل من محمد إبراهيم زدور، قوديح بلزرق، سمغوني محمد، لكحل علي، حاج الشيخ أحمد، بغدادي محمد (يمكن العودة إلى العلبة رقم 4481، تقارير لجنة الإعلام والدراسات (CIE).

11 للتوسع أكثر، يمكن العودة إلى كتاب المقاومة السياسية بالقطاع الوهراني خلال الحرب العالمية الثانية، أوعامري مصطفى، ص. 51-60.

12 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I20 n° 2261 : Dossier El Maghrib el Arabi. Analyse et citations, 1939.

13 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I4, n° 4476 : Rapport CIE, 1938.

14 ANOM, Fonds : Algérie, série : « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 1F 251, Oran 3383 : Dossier (Parti du Peuple Algérien), organisation, activité générale (1936-1947), Oran, 1937.

15 ANOM, Fonds : Algérie, série « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 1F 251, Oran 3383 : Dossier (Parti du Peuple Algérien), organisation, activité générale (1936-1947), Oran, 1937.

16 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

17 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1940.

18 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1944.

19 يعود ذلك إلى وصول الماريشال بيتانPétain (1940-1944) إلى الحكم بفرنسا (حكومة فيشي)، والذي شجع النشاطات الشبانية، ومنها حركة الكشافة في فرنسا والمستعمرات.

20 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063. Rapport CIE, 1943.

21 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

22 كرويشة عبد القادر (14 أوت 1905)، من مواليد القيطنة بمعسكر، كان عاملا ببلدية وهران، سرعان ما أصبح المحافظ المحلي لفوج عقبة بوهران، وفي سنة 1942 أصبح محافظ لمقاطعة وهران، ثم محافظا جهويا للعمالة الغربية خلفا للشريف غوتي. يمكن العودة إلى:

DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

23 تم بوهران تأسيس جمعية المجد التربوية، التي كانت تابعة لنادي السعادة، وكانت هذه الجمعية ملحقة لجمعية الحياة بحي قمبيطا، بوهران والتي عرف أعضاؤها بميولهم لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية، ولاسيما المستشار البلدي التابع لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية السيد بوذراع منور، والذي كان أحدد المؤسسين لجمعية المجد بوهران. يمكن العودة إلى :

ANOM, Fonds : Algérie, série : « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 2U 27 : Gouverneur Général de l’Algérie, Police des renseignements Généraux, n° 356, Oran, 1949.

24 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

25 الشريف غوتي بن مختار: من مواليد 2 نوفمبر 1939 بمدينة تلمسان، كان تاجرا، وانضم إلى جمعية المنصورة سنة 1938، وفي 1939 أصبح عضوا في مجلسها الإداري بصفته نائبا للأمين العام.

26 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1944.

27 الدكتور ابن تامي (بلقاسم بن حميدة) (1873-1937) ولد بمدينة مستغانم، انتقل إلى الجزائر العاصمة ثم إلى باريس التي تخرج منها بصفته طبيب عيون، تزعم حركة الشبان الجزائريين، أصدر جريدة التقدم، وعرف بمشاركته في النشاط الجمعوي.

28 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

29 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1944.

30 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

31 عند تأسيسها كانت تضم بريكسي رقيق بصفته رئيسا، النائب ملوكا الطيب، الأمين المساعد دريس مختار، المحافظ شريف غوتي، إلى جانب كل من بوكلي حسن بن مصطفى، بخشي حسين بن محمد، ساساين رضوان، ابن عبد الله عبد العزيز ولد عبد السلام، قلايجي بن سلطان ولد محمد، محمدي أحمد ولد خليل (يمكن العودة إلى مركز الأرشيف لولاية وهران في العلبة الأرشيفية التالية:

DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

32 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

33 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

34 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

35 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

36 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

37 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

38 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

39 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

40 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I25, n° 6992 : Rapport CIE, 1945.

41 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

42 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

43 اهتم الشاذلي منور بالأعمال الخيرية والجمعيات الرياضية وغيرها من النشاطات الأخرى بمدينة غليزان، فضلا عن دعايته القوية لصالح حزب الشعب الجزائري، كان ضمن القائمة "ب" المعروفة بخطورتها (Carnet B).

44 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

45 تقلد سقيني عمر (كان نائبا في المجلس الإداري لنادي النجاح) منصب الرئيس التنفيذي لفوج الأمل، وكان لكل من الفوجين نفس المقر، ذكرت التقارير الفرنسية أنه كان ذا توجه وطني، وخاضع لنفوذ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، يمكن العودة إلى: علوان امال، أثر الحركة الكشفية الإسلامية الجزائرية على الحركة الوطنية والثورة التحريرية (1935-1962)، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، 2012-2013، ص. 130، إلى جانب:

DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote n° 6992 : Rapport SLNA, dossier SMA, 1952.

46 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

47 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I25, n° 6992 : Bulletin circulaire d’information et de formation des SMA, 1942.

48 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

49 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

50 على إثر نفي البشير الإبراهيمي في 10 أبريل 1940 إلى مدينة أفلو، قرّر نادي النجاح بسيدي بلعباس الذي يشرف عليه الشيخ برواق بلقاسم، نزع جهاز الراديو (TSF) الموجود بالنّادي، وإلغاء المحاضرات الدينية التي كانت تلقى بالنّادي (يمكن العودة إلى كتاب أوعامري مصطفى، المقاومة السياسية بالقطاع الوهراني، ص. 51-52).

51 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

52 ANOM, Fonds : Algérie, série : « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 1F 251 : Dossier PPA (1936-1946), organisation et activité générale, Gouvernement général de l’Algérie, département d’Oran, sureté départementale, rapport n° 6627, activité des jeunes boy-scouts indigènes à Oran, 1937.

53 ANOM, Fonds : Algérie, série : « Cabinet civil et secrétariat général de la préfecture d'Oran ». Cote n° 92 1F 251 : Dossier PPA (1936-1946), organisation et activité générale, Gouvernement général de l’Algérie, département d’Oran, sureté départementale, rapport n° 6627, activité des jeunes boy-scouts indigènes à Oran, 1937.

54 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1942.

55 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

56 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

57 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

58 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

59 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

60 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

61 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1944.

62 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1 944.

63 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1943.

64 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

65 DAWO, série : « I. Affaires politiques (1837-1961) ». Cote I14, n° 4063 : Rapport CIE, 1941.

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche